Dateline – 8 December 2021
بحزن شديد نبلغ عن وفاة المؤلفة والناشطة والزوجة والأم ديالا أرسلان تلحوق - أميرة بالاسم والطبيعة.
ولدت ديالا في 6 أبريل 1971، وكانت ابنة الراحل الأمير فيصل أرسلان (ابن الأميرمجيد أرسلان، شخصية رائدة في استقلال عام 1943)، و حياة وهاب أرسلان.
نجل ديالا أرسلان من زوجها غسان تلحوف وابنيها - عادل (مواليد 2000) وعمر (مواليد 2005).
لديها أخ واحد – عادل أرسلان، وشقيقتان – غيناء أرسلان مزهر ومدى أرسلان.
من 1974-1989، درست ديالا أرسلان في كوليج لويز ويغمان في بيروت، وحصلت على البكالوريا في الليتيرات.
وفي الفترة من 1989 إلى 1993، درست في الجامعة الأميركية في بيروت، وتخرجت بدرجة البكالوريوس في الدراسات السياسية.
على الرغم من أنها نشأت في بيئة سياسية ، وربما كان من المتوقع أن تتبع هذا الطريق ، إلا أن ديالا أرسلان دخلت عالم أدب الأطفال بعد أن سقط كتاب عن النمل والنذ النحل في يديها.
وهكذا كان ذلك في عام 2005، كتبت ديالا أرسلان كتابها الأول للأطفال - "حكاية الملكة"، وهي قصة تسرد مغامرات النحل في خلية النحل، حيث قامت بانقلاب ضد الملكة التي لم تعامل رعاياها بشكل جيد وتم فصلها من الحكومة. ربما كان تشبيها للحياة اللبنانية.
ومنذ ذلك الوقت، كرست الكثير من وقتها وطاقتها لتعليم الأطفال من خلال تشجيعهم على قراءة الكتب.
في الواقع، كانت ديالا أرسلان نفسها قارئة متعطشة، شغوفة بالكلمات واللغة، ونادرا ما تم تصويرها دون كتاب بين يديها.
في كتابها الثاني ، "يوميات النمل" ، سعت ديالا أرسلان إلى تعليم الأطفال أهمية النمل في الحياة ، وأهمية جميع الحشرات وضرورة وجودها في الطبيعة ، واحترام الحفاظ على البيئة الطبيعية.
ركزت منشوراتها الأربعة التالية على "سلسلة مغامرات عزيز" - وهي أمثال لصبي صغير لا يسمع كلمات النصيحة من عائلته ويقع في العديد من المعضلات نتيجة لخلافاته.
في نوفمبر 2021، تم نشر كتاب ديالا أرسلان القصصي النهائي للأطفال - "الثنائي المزعج".
على مدى السنوات الثلاث الماضية، كانت المؤلفة تعمل على المخطوطة لروايتها الأولى ... لكنه كان كتابا بدون نهاية...
عملت ديالا أرسلان تلحوق في جميع جوانب الحياة الأدبية – حيث عملت منسقة عربية لمهرجان طيران الإمارات للأدب في 2013-2014.
قرأت قصصا للأطفال في مكتبات دبي العامة، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومعرض بيل للكتاب في بيروت.
في أوائل عام 2017، أسست مبادرة Ossasblog، التي تقدم قصصا عربية مجانية على الإنترنت للأطفال.
في يونيو 2017، انضمت إلى زوجها غسان تلحوق، وبدأت العمل كرئيس تحرير تطبيق Addresscope - وهو تطبيق مصمم للمساعدة في التحديات العالمية لتغيير العنوان.
في يونيو 2019، تم تعيين ديالا أرسلان كاتبة أدب لكتاب بيرسون في دبي.
وفي فبراير 2020، كرم نادي الإمارات الدولي للأعمال أولئك الذين لعبوا دورا في خدمة المجتمع، وكانت ديالا أرسلان تلحوق من بين المكرمين.
وقدمت لها قنصل ملاوي، السيدة يلينا سوزانا سليمان، الدرع الفخري، وقالت عن صاحبة البلاغ:
"الأميرة ديالا أرسلان تلحوق تكتب قصصاً للأطفال لتضيء درب أجيال من يحملون الحلم، وتمسك بيد من يكتنفون بذور تحقيقها في الغد".
طوال الوقت، حافظت ديالا على اهتمامها بالسياسة واهتمامها برفاهية زملائها اللبنانيين. وكانت من أشد المؤيدين لقضية والدتها المتمثلة في جلب المزيد من النساء إلى المجتمع السياسي الأبوي.
وكقارئة غزيرة الإنتاج، طلب من ديالا في كثير من الأحيان تقديم توصياتها للكتب، لذلك في أواخر عام 2020، بدأت صفحة على Instagram - instagram.com/deebookvault - لمشاركتها مع العالم أعمالها المفضلة في الأدب. لا يكتفي لإظهار مجرد غلاف كتاب آخر ، ديالا خلق صور خيالية -- غالبا ما يرتدي ازياء متقنة ، ولعب دور شخصية مركزية في الكتاب.
إرثها يعيش في أدبها ...
في أوائل ديسمبر 2021، عانت ديالا أرسلان من ارتفاع ضغط الدم، مما أدى إلى نزيف حاد في الدماغ.
في 6 ديسمبر 2021، أرسلت والدتها حياة أرسلان هذه الرسالة:
لم يكن المقصود من المعجزة أن تكون - فقد دخلت ديالا أرسلان في غيبوبة، لم تتعافى منها.
في 8 ديسمبر 2021 نشرت حياة أرسلان هذا التأبين العاطفي لابنتها ديالا أرسلان تلحوق:
إبنتي ديالا لا تستمع إليّ، لمن أشكوها؟....يظهر أنها قررت الرحيل.....أتعلق بها وأحاول إقناعها بالبقاء أو بالسماح لي بالرحيل معها.... ترفض الطرحين معا ولا تناقش مع أنها هي من تعودت النقاش وهي من اعتمدت لغة العقل والمنطق.
ديالا أخاطبك بحرارة الرجاء، لا بل أتوسل إليك..... لا ترحلي....ابقِ معنا....لا قدرة لنا على الفراق. نحن بحاجة اليك يانسمة أنعشت وجودنا يا شعاع نور أضاء حياتنا .....يا نعمة من رب العالمين نتمسك بها... لا طاقة لنا على البعد....
لا يمكن قبول قرارك......هو البؤس بعينه.....لا يمكن أن تغادري......المغادرة جفاء وتجريح ليست من طباعك يا حبيبتي. لا يمكن الابتعاد.....الابتعاد هو جور لا تقبلينه .
طلّتك بلسم لروحي، غيابك عذاب لا طاقة لي على احتماله.
أقف أمام سريرك أناديكي وأكرّر النداء بصوت خافت مكسور ...علّك تردّين علي.....علّك تشعرين بوجودي...لكنك تبقين في عالم يصعب عليّ إدراكه......وجهك الملائكي مرتاح ،إنه الخالق يطمئنك أن عادل وعمر برعايته فلا تقلقي......
أمّا نحن فنقلق وندعو ونتضرع: ربّنا أعد لنا نور أعيننا أعد لنا ديالا.... أنت العلي العظيم القادر على كل شيء قدير.
ومع ذلك رحلت ديالا
Dateline – 12 December 2021
وودع الأميرة ديالا أرسلانتلحوق في جنازة رسمية أقيمت في متحف الأمير فيصل أرسلان في، بمشاركة عدد كبير من الشخصيات العائلية والسياسية والاجتماعية والرسمية والمدنية والدينية.
وتحدث الأمير عادل أرسلان باسم العائلة، وشكر المشيعين على حضورهم، وتحدث باعتزاز عن الصفات العديدة المثيرة للإعجاب لشقيقته الراحلة، وبعد الصلاة، دفن جثمانها في مقبرة عائلة تلحوق
وكان من بين المشاركين في جنازة ديالا عمها، ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، النائب طلال أرسلان، وابن عمها، مستشار النائب تيمور جنبلاط، حسام حرب.
كما حضر الاجتماع ليلى الصلح ومروان خير الدين ورمزي مشرفية ونائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي. ومندوب قائد الجيش العماد جوزاف عون العميد الركن فايز المشموشي. وقائد الشرطة القضائية العميد الركن ماهر الحلبي.
وقدم وليد جنبلاط، ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي، تعازيه للأسرة، ورافقته زوجته السيدة نورا جنبلاط؛ ابنته داليا جنبلاط; الوزير السابق غازي العريضي؛ والنائب أكرم شهيب.
كما قدم التعازي رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة والنائب السابق مروان حمادة وابنه كريم حمادة.
ووردت آلاف الإشادات وكلمات التعزية من جميع أنحاء العالم، متذكرين امرأة لطيفة ذات فكر عظيم وسخاء.
كتبت صديقتها المقربة وزميلتها المؤلفة سحر نجا محفوظ هذا التكريم:
ديالا...حبيبتي وصديقتي ورفيقتي من سنتين لما صورتك هالصورة بدبي ما كنت متوقعة استعملها لقول انك صرتي ملاك بالسما.
عم ابكيك بغصة وحزن كبير، غصة لخسارة انسانة ما بتتعوض ابدا.
إلى أيامنا الحلوة معا، إلى كل الذكريات.
إلى القارئة والمفكرة والمتحدثة والشجاعة والطموحة.
إلى من جعلت غربتي أجمل.
إلى من شاركتني ذكريات الطفولة في لبنان، فضحكنا على مثالية "ابو ملحم"، وتذكرنا سندويشات مروش وجلسات الروشة وخبز البيت أيام الحرب.
إلى "الثورجية" بتهذيب ولباقة.
إلى الحالمة التي رأت جمال الدنيا وغضت النظر عن قباحتها.
إلى من عاتبتني أنني لم اقرأ بعد رواية "هدى بركات" الأخيرة.
إلى الفراشة الملونة، أميرة هنّ.
ديالا ... اشتقتك كثيرا، وسوف اشتاقك كل يوم أكثر.
لا أكتب لك فقط هذه المنشورات، بل أكتبها أيضا لنفسي لأطبطب عليها وأصبرها وأٌبقي ذكراك حولي كيفما كانت أيامي.
أعدك ديالا أن أحاول تحقيق أحلامنا، ولو أن ذلك صعب وحدي. رحمك الله برحمته الواسعة، هو أعطى وهو أخذ وله الملك.
الناشطة الرائدة والناشطة والإنسانية الرائدة مي وهاب بو حمدان هي ابنة عم حياة أرسلان.
كتبت هذا التأبين ل ديالا:
رثاء إلى ديالا الحبيبة
رثاء إلى ديالا الحبيبة أطلّ مساء يوم الأربعاء باكياً حزيناً ملوحاً بشاله الاسود ليعلن موت أجمل وأرق الأميرات كاتبة قصص الاطفال المتميزة ديالا فيصل ارسلان تلحوق، أميرة قلوب كل من تعرّف إليها ، حفيدة الامير مجيد ارسلان صاحب البيت العربي الأصيل رحمة الله عليه.
يا بنت خيرا أبٍ ويا أخت خير أخٍ ، بكرّت الرحيل يا ديالا، يا زهرة البنفسج المتواضعة صاحبة القلب الكبير العامر بالمحبة، الصدق والإنسانية.
كيف طاوعك قلبك القاسي أيها الموت لتخطف تلك الصبية التي تشع ذكاء ،طيبة وجمالاً كقطعة الألماس.
كنت رفيقة درب أمك المناضلة حياة وهاب إبنة خالي التي قضت عمرها بالعمل السياسي والانساني لمساعدة الناس والوقوف على معاناتهم فكان بيتكم مقصداً للجميع.
رحمة الله على الوجه المكفن بالجمال ، لو كانت النساء كمن فُقدنا لفُضلت النساء على الرجال .
عسى أن الله يصبرنا ويصبر أمك الثكلى وأهلك ومعارفك يا جوهرة مرصعة في تاج الإنسانية.
تغمد الله أميرتنا ديالا أرسلان بواسع رحمته وأسكنها فردوس جناته. العوض بسلامة الجميع، عسى ان لا يفجعكم الله بغالي.
تذكرت غادة المر، الكاتبة والشاعرة، صديقتها بهذه الكلمات المؤثرة:
أميرةٌ نائمةٌ أنتِ
كما في حكاياتِ الأميراتِ في الكتبِ والقصصِ ،غفوتِ… وأنتظرنا قبلةَ الحياةِ من أميرٍ لم يأتِ .
أفيقي … بربّكِ أفيقي
أسدلَ الليلُ ستارَه الأسودَ، منذ قليلٍ ،حلَّ ظلامٌ دامسٌ. نمَت للفاجعةِ براثنٌ وصمتٌ يشبهُ الأنينَ.
غداً ... تشرقُ شمسٌ،ليتها لن تفعلَ.فالمصابُ جللٌ والوجعُ لا يُحتملُ.
لرحيلكِ يا أميرة ديالا ،صوتٌ حزنُه أخرسٌ.
دعي لنا ،أن نرسمَ براءةَ عينيكِ على مغيبِ الشّمسِ كلَّ يومٍ.
أن نحزنَ على غيابكِ برهبةٍ وخشوعٍ، في دهاليزِ الغياب ِوقسوةِ الرّحيلِ ، حين يتّشحُ النّهارُ بالأسودِ
في معبدٍ يختنقُ الحزنُ بدموعِ من أحبّكِ،خلفَ ستارٍ شفّافٍ من عبقِ البخّورِ وصوتِ ترانيمَ مراسمِ الوداعِ الأخير.
حزمتِ حقائبَ السّفرِ نحو السّماءِ... باكراً.
في قلبكِ خبّأتِ كلَّ وجوهِ من أحبَبْتِ.بصمتٍ، أغمضتِ الجفونَ على أروعِ خرزتين زرقاوتين ،
على روحٍ طاهرةٍ ،على روحِ طفلةٍ شقيّةٍ رسمَتْ ضحكاتِها فرحاً وحبّاً على جدرانِ قلوبِ من عرفَها.
بغفلةٍ وبلحظةٍ حزينةٍ ومرّةٍ،ككذبةٍ بيضاءَ ،أقفلتِ البابَ على الحياةِ وغادرتِ.
أميرةٌ إرسلانيّة ُالحسبِ و النّسبِ .مثقّفةٌ وراقيةٌ بيننا كنتِ، والآن ملاكاً طاهراً في العُلى غدوتِ.
بكينا لرحيلكِ الصّادمِ .وفي ضجيجِ خشوعِنا وصلاتِنا ودموعِنا ، مشيتِ ،نحو مكانٍ رائعٍ وبعيدٍ ،
هناكَ خلفَ الغيومِ والحلمِ، في كتبِ الأطفالِ، سكنتِ.
قاسيةٌ يدُ الموتِ ،حين أمتدَّت وخطفَتكِ .
في الخارجِ زمهريرٌ وأنواءٌ كأنّ السّماءَ بكِ تحتفلُ بصخبٍ وعَصفٍ وهديرٍ وبالزغاريدِ والدّموعِ بكِ تحتفي.
أميرةٌ نائمةٌ أنتِ... ولن تفيقي.
نامي يا أميرة ديالا في سُباتٍ وطمأنينةٍ، فأنتِ اليومَ رفرفتِ في ضياءِ فلكٍ، وتوّجكِ الرّبُّ ملاكاً في السّماوات.
نامي يا أميرة ديالا في سُباتٍ وطمأنينةٍ، فأنتِ اليومَ رفرفتِ في ضياءِ فلكٍ، وتوّجكِ الرّبُّ ملاكاً في السّماوات. ليتَ شمسُ رحيلكِ في قلوبِ من يفتقدُكِ و من يبكيكِ ، غداً ، تخجلُ من وجعِ ودموعِ أمّكِ …
تنطفئُ ولا تعودُ وتشرقُ، وبمعجزةٍ …تستفيقي.
سمير مكارم، مؤسس وأمين مركز سامي مكاريم الثقافي في عيتات، تذكرت ديالا أرسلان تلحوق
كانت ديالا أرسلان أكثر بكثير من كاتبة - كانت كاتبة ذات ضمير واهتمام بالإنسانية.
على الرغم من أنها عاشت وعملت في دبي لسنوات عديدة، كان قلبها دائما مع وطنها.
هذا المقتطف من مقال نشر في مجلة درزية في جميع أنحاء العالم في عام 2015 يعطي فكرة عن تفكيرها العميق:
لم يكن من السهل علي اتخاذ القرار بكتابة قصص للاطفال ، فهذه القصص سيقرأها أطفال أبرياء ذات عقل طري يمتص الاُفكار ويتأثر بها.
وفي نفس الوقت، كان هذا الواقع السبب في تشجيعي على ولوج هذا المضمار.
كنت عالقة بين الرغبة في الكتابة والاستعداد لها، والتهيب من تلك الخطوة.
ودقيق،خاصة وأنهم لم يرثوا عن جيلنا وطنّا، بل مزارع مذهبية نتنة. فأي وطن سيستلمون وكيف سينهضون به؟
بعدما ينست من إمكانيةإصلاح منطق الكبار اّلذي اعوجّ بفعل الظروف، وبالتالي من “شبّ على شيء شآب عليه,” قررت التوجه إلى الأطفال، علّني أزرع فيهم بعض القيم التي أتمنى أن يحافظوا عليها، رحمة بلبنان.
قيم نسيها الكبار، مثل الدمقراطية، للقانون،رفض الظلم واللباقة في الكلام. فكانت [ حكاية ملكة “ الملكة التي جارت على العاملات واستعلت عليهنً فقُمنَ بانقلاب عليها واستبدلنً أخرى بها.
وبمرارة تنبهتُ أنّ أربعين عاماً من عمري مضت ولم أزل أنتظر أن أعيش لبنان النور لبنان العز لبنان الانفتاح والتطور، لبنان فيروز وجبران ونعيمة … لبنان أهلي وأجدادي الذين طالما تغنوا به وشعروا بالحنين إلى أيامه البركة.
ومازلت أنتظر… وما زال لبنان يتراجع إلى الوراء ليس إلى أيام العزوالبحبوحة، لكن إلى أيام سوداء، قاهرة، خانقة. أيام أصبح المواطن يزلٌ على عتبة سياسيين متعجرفين متعالين كي يتوظف “ بلانكتون“!!
هناك من ينس وهناك من غادر وهناك من افتقر وصار ينتظر حفنة من الدولارات أو الليرات تأتيه كل أربع سنوات … يصفعه بها مرشح ما أو زعيم ما أو ميليشيوي ما.
. رشوة لكنها ترسخ ألفساد والمحسوبية وتعطي مانحها سلطة يستولي بمقابلها على عشرات الملايين على حساب ذلك الفقير !
المطلوب إيقاف الهجرة … المطلوب التغلب على اليأس… المطلوب التمسك بلبنان…
فصّلت الداء الذي نشكو منه وأخذت بمعالجته ضمن قصصي بطريقة ناعمة وسلسة لتدخل الى قلب وعقل الأطفال في نفس الوقت.
أخجل من لبنان يهمّش فيه المعلّمون والمثقفون والفنانون الكبار وأصحاب الفكر.
فكانت رسالتي أن الفخر هو بالعلم.
أخجل من لبنانيّين يستسلمون لو اقع جائر ولا يحركون ساكنآ.
فجعلت من الايحاءات من ثورة العاملات على الملكة رسالة إلى الاولاد ألا يقبلوا بالظلم أو ينحنوا أمامه. تكاتفت العاملات لمصحة القفير وثرنَ على ملكتهنّ. فالعدالةـ كما قال جان جاك روسو ـ تتجلى عندما يسعى العمل السياسي” إلى خدمة المصلحة العامة الكبرى من دون استثناء”.
أخجل من أهل يعلمون أولادهم الطائفية والاستزلام.
فحاولت أن أزرع في نفوسهم حب العدالة، الاستقلالية والثقة بالنفس.كما لفتت نظرهم إلى أن الدين لله والوطن للجميع.
الدين لله والوطن للجميع. الدين ضروري لعلاقة الفرد بخالقه. الدين يرتقي بنا ويجعلنا متسامحين. أما الطائفية فهي بغيضة، تفرّق وتنحو بالانسان إلى التدهور…
أربآ بجيل الغد أن يمشي على خطاهم.
فهل يل ترى ينقذ جيل الغد لبنان من الانحلال؟ هل ينهض به؟ما الذي يساعده على ذالك؟
أشجع قرّاءي على مواكبة العصر واللاستفادة من كل ماهو جديد ومفيد في العالم،أكان من الشرق أو من الغرب.
فالتطور لا يأتي إلا من العلم. أنبههم أنّ العلم يوضح لنا الحق من الباطل، الصح من الخطا. وأنّه يمكننا الاستفادة من الاختراعات لصالح مجتمعاتنا التي ضقنا ذرعآ بضيق أفقها.
هل أرى لبنان معافى ومطهر من السياسيين الذين ينخرون كيانه؟
بتريقة غير مباشرة، كنت في لقاءاتي مع الأولاد اقول لهم إن عليهم إنقاذ لبنان من الانحلال والضياع.
ليأخذ كل إنسان دوره في الحياة، ليعرف حجمه… هكذا يستقيم المجتمع. مثلما تعرف كل عاملة من العاملات في خلية النحل حقوقها وواجباتها، فلا تتعدى على عمل غيرها، بل تمتثل لقانون الخلية، ساعتها تنتج العسل…
لو تقاعسن أو سمحن للفوضى أن تدب، لما كانت هناك نظافة أو نظام ولمااستطاعة أن تنتج عسلا.
وكم صُدتُ عندما اشتكت لي إحدى الفتيات أنها لا ترى والدتها - التي لا تشتغل خارج المنزل، والتي من المفترض أن تصرف الوقت الأطول مع أبنائها- إلا وقت النوم ولبضعة دقائق فقط. المربية هي التي تطعمها وتحممها وتلعّبها.
وتسارعت الأسئلة في ذهني: ما الّذي يجعل أمّا تسند إلى مربية الاهتمام بأولادها؟ هل تعمل على قانون الانتخبات؟ أو تسعى لترفع الظلم عن المرأة ولتمنع الرجل من تعنيفها؟ أم تدرس كيفية معالجة الرشاوى والابتزاز في الدولة؟
ماالّذي سيأخذه الولد من قيم المربية الغريبة عن مجتمه؟ نحن نعلم أنّ جميع المساعدات في المنازل هنّ من مجتمعات غريبة عن تقاليدنا وخصوصيات مجتمعنا..
أملي كبير بأطفال لبنان، لذلك توجهت بأفكاري إليهم،إلا بصيص أمل. أفكار صغيرة… توقعات كبيرة …علّني أستطيع نشرها إلى أكبر عدد من القراء …